إعلان "سنلوي".. الصحفي عبد الفتاح ولد اعبيدن يؤكد اهتمامه برئاسيات 2029، ويوجه رسائل متنوعة للرأي العام الوطني..

على الفيس بوك

نواكشوط و معركة الحرية/عبد الفتاح ولد اعبيدن

جمعة, 2025/01/31 - 10:12

مساء الأحد 26/1/2025 تنادي فى وسائل الإعلام خبر الاعتداء على الصحفي حنفى ولد الدهاه أمام مقر قناته،من طرف زين العابدين ولد صداف،و رغم أن بعض المستهترين،و بحجة إيذاء الأعراض، مجدوا العنف البغيض الصريح ،إلا أن الاتجاه العام،شعبيا و رسميا،استغرب هذا الأسلوب الإجرامي،و جاءت زيارة معالى الوزير الحسين ولد مدو لعيادة الزميل حنفى تأكيدا على استهجان الدولة العنف ضد الصحفيين،و ينتظر غدا الجمعة فاتح شعبان 1446،الموافق 31/1/2025 إحالة الملف لوكيل الجمهورية.

هذه المعطيات مثلت معركة طارئة ضمنيا بين الحرية الإعلامية و خصومها، بحجة أن المعتدي تضرر شخصيا،و لكن السواد الأعظم فهم ما تم التأكيد عليه،أن الرد على ذلك ،إن حصل فعلا في أي حالة نشر،مسلكه الوحيد حق الرد أو التوجه للمرفق القضائي،و ما عدا ذلك منحى غابوي مرفوض رفضا باتا،و سيأتى القضاء طبعا مؤكدا نفس المعنى القانوني التقليدي،المعروف بحصر المعاملة مع الصحافة فى حالة التضرر، عبر حق الرد أو الشكوى لدى القضاء.

و مهما دفعنا من ثمن سنظل بخير،معشر الصحفيين،بحفظ الله و توفيقه،و ستظل نواكشوط عرين الحرية الإعلامية،و سنظل ندعو أنفسنا و زملاءنا للتشبث بهذه الحرية الإعلامية،دون تفريط في أخلاقيات المهنة،و هذا هو صمام الأمان،ازدواجية الحرية و الالتزام بشروط المهنة و حدودها،لكن العنف الأعمى، لا محل له فى موريتانيا ضد الصحفيين،لكن حق الرد مصون أو اللجوء لقضاءنا الملتزم بقوانينه طبعا.

نواكشوط منذ مطلع التسعينات تعود الجميع فيها،رسميا و شعبيا،على ضرورة التعايش الإيجابي مع حرية الصحافة،و ستظل قافلة الحرية تسير رغم ضيق أفق بعض خصومها،و ستتعمق حماية و هيبة الصحافة و الصحفيين،و ستظل مثل هذه الاعتداءات نشازا استثنائيا،سيتم تجاوزه،بإذن الله.

و أذكر من يهمه الأمر أن الدولة لا تحمى الصحفيين إن أخطأوا،و هي ملزمة عبر القضاء بإيقاع العقاب عليهم في مثل هذه الحالة،لكن طبعا عبر القضاء كما بينت، و ليس عن طريق متواضعات الشارع و ردود الفعل المتفلتة،و فرض أسلوب العنف المتفلت على الدولة و المجتمع مستحيل،و سيتضح ذلك كلما تم الاعتداء على أي صحفي أو مواطن أي كان،و الصحافة مدعوة للمهنية،و ليس لحماية لصوص المال العام،فالمال العام أصبح بعيدا من الحماية،كما تصرح الدولة دائما،و عند كل مناسبة،و المعتدون على المال العام يعينون أحيانا فى المناصب و يعاد تدويرهم،دون حياء،و الصحافة في حالات عديدة يضايقون و يقالون من الوظائف و أحيانا يضربون،و. الدولة لن تظل تتجاهل ضرورة حماية الصحفيين، و خصوصا مع التزامهم بأخلاقيات المهنة،و أما حالة الاعتداء على الزميل حنفى ولد الدهاه فكانت فظيعة و فجة،و الحمد لله على سلامة الزميل،بفضل تدخل المنقذين و المسعفين طبيا لاحقا.

و بصراحة وضعية الصحافة صعبة و تحتاج للمزيد من التضامن،الشعبي و الرسمي، ليفهم العشوائيون و الغوغائيون أنها مصانة عمليا،لا نظريا فحسب.

و حتى لا يضيع الوقت على أنصار الجرائم و تمجيد العنف،نذكرهم بقولة نابيلون الشهيرة،أنه يفضل الحرب مع الثكنات العسكرية بدل الصدام مع حملة الأقلام.

سيهزم الجمع و يولون الدبر،و ستبقى نواكشوط عاصمة الحرية الإعلامية الأولى عربيا،رغم بعض النواقص و التحديات و المخاطر المؤقتة المتجاوزة ،بإذن