كتب الوزير السابق عبد القادر ولد محمد/فى وجه التشاور أو الحوار المرتقب

أحد, 2021/10/10 - 14:06

” اما ان نحل مشاكلنا بأنفسنا باعتبارها بالجملة وفي الأساس مشاكلا و طنية داخلية و الا فسيتدخل الأجانب تحت غطاء مساعدتنا لحلها و سيساعدون بعضنا ضد البعض و حينها سيتحول بلدنا إلى مشكلة دولية… .
للامانة و للتاريخ هذا ما سمعته شخصيا من فم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع عدة مرات في آخر عهده بمجلس الوزراء و في مناسبات اخرى .
لا أذكر هذه المقولة هنا من باب البكاء على الأطلال و لا ذرفا للدموع على ماضي سياسي مثير للجدل و إنما اوردتها كحكمة يتعين التحلي بها لمستقبل موريتانيا في سياق الحديث عن تشاور أو تحاور مرتقب بين الفرقاء السياسيين …
صحيح أن الرئيس السابق معاوية كان مسكونا بهاجس التأمر الخارجي على سيادة موريتانيا و مصالحها الوطنية و قد اثبتت الأيام و الليالي مشروعية بعض مخاوفه لذلك.كان معياره الجوهري يكاد ينحصر في مراقبة علاقات المنظمات و الشخصيات السياسية بالاجانب و اذكر أنه سألني في أول لقاء به عن ما إذا كانت الرابطة الموريتانة لحقوق الإنسان التي كنت عضوا في مكتبها مرتبطة بسفارات الدول الأجنبية
… لكن المقولة المذكورة هنا جاءت في سياق الحديث عن الحوار الذي تم تنظيمه في الحقبة الأخيرة من حكمه و اذكر أيضا أنه ردد في اجتماع لمجلس الوزراء مقولة منسوبة تلك الأيام للمعارض محمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا رحمه الله مفادها أن ” الموالاة و المعارضة اكدو يجابرو ما طاح السماء على التراب ‘ …
ثم جاء انقلاب أغسطس 2005 الذي فرحت به المعارضة و هذا مفهوم رغم انه من الغباء ان يفرح سياسي بانقلاب عسكري كما هللت له أغلبية الموالاة في مشهد مثير للشفقة كالذي و صفه الرئيس الأول الاستاذ المختار ولد داداه رحمه الله..
انه مشهد النفاق و التملق و التسول السياسوي الذي اققد العمل السياسي مصداقيته و أدى إلى احتقار السياسين من طرف الحكام العسكريين و يوجد ما يبرر ذلك الاحتقار لان سواد الطبقة السياسية التي صنعوا بأيديهم منهمك في سياسة البطون و عند البطون تذهب العقول …
ان أكبر معضلة يتعين التذكير بها هي التي تكمن في
غياب العقل السياسي الهادف إلى إرساء متطلبات دولة القانون و المؤسسات و إلى السعي الجاد في تطبيقها وفقا لبرنامج حكامة واضح المعالم و متفق على تنفيذه حسب ترتيب محكم للاولويات…
و في ظل تحكم عقلية البحث عن حماية المصالح الشخصية للسياسين المتخاصمين على تقاسم الكعكة يجوز التخوش من أن يتم تغييب مصالح الدولة الوطنية و أن ينحصر التشاور أو الحوار إلى خصومة أبدية من شأنها أن تغذي مصالح الدول الأجنبية..

عبد القادر ولد محمد