التشاور على مفترق طرق/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/اسطنبول

أحد, 2021/11/07 - 22:34

نجاح التشاور الجارى فى نظر صقور المعارضة،قد يعنى فى المقابل، خطرا على الوطن، فى نظر جهات سياسية أخرى،لأن هذا النجاح،قد يعنى فرض صيغ غريبة على الحالة الوطنية،لا ترضى عنها الأغلبية المؤثرة،و أما إذا انسحبت المعارضة الراديكالية من جلسات التشاور،كما هو متوقع عند البعض،فقد يعنى ذلك دخول البلد فى أزمة سياسية خانقة،قد تفضى لمسارات مزعجة، فى الأفق المرتقب!.
و قد يتعمد النظام القائم الإيحاء للمتشاورين بالحرية فى الكلام و توثيق المقترحات،ثم ينتهى التشاور بوثيقة،قد تماطل الحكومة فى تنفيذها إلى حين.
و حينها تضيع ربما قيمة الاتفاق،و تتجه الأنظار،للبحث عن أوجه و أسباب عرقلة تطبيق الوثيقة،محل الإجماع النظري،و لكن قد يصعب التحايل على بعض الأطراف،و ببقى احتمال تعثر التشاور و وصوله لباب مسدود، هو الأرجح،مما يعنى باختصار، أزمة وشيكة فى الأفق.
و قد يكون مطلوبا من مختلف الأطراف الحرص على تحقيق مستوى من التفاهم،و لو عبر تنازلات،لا تضر بالوطن،لكن بعض من تعودوا على استغلال فرص الحوار قد يساعدون النظام القائم،على الإفلات من محطات الحرج و الضيق،عبر إنعاش الأغراض الشخصية،لتجاوز معضلات الخلاف!.
و إن علا الضجيج فى سياق ملفات، طالما أرهقت ركوبا و استغلالا،فسيبقى ربما الجميع قادرا على التفاهم و التفهم،من أجل مصلحة جميع مواطنى هذا البلد الغالى فى التعايش الإيجابي،و سيظل أي طرف يعلى المصلحة العليا للوطن،هو الأقرب لخاطر المواطن، و البقاء للأصلح.
و لعله جدير بمن يخوضون فى التشاور نيابة عن الشعب المغيب، استحضار أن الشعب يعانى من سوء التسيير المزمن،كما يعانى من التفلت الأمني، على وقع عصابات إحرامية عاتية،و يئن أغلب هذا الشعب المقهور، تحت ضائقة الفقر، و بعضه تحت حصار العطش، و تتربع البطالة بين مختلف أطراف هذا المشهد المخيف المؤلم،فلا تضيعوا الوقت فى جدال حول قضايا فلسفية تقريبا،على سياق قصة البيضة و الديكة ،أيهما الأول؟!.