من الإرشيف معاناة الشباب أيام العشرية/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

سبت, 2024/06/15 - 10:57

كان ابني محمد معي فى مؤسسة الأقصى للإعلام و النشر معرضا باستمرار للتضييق المعيشي و المهني و احتمال السجن و التنكيل،بسبب انعكاسات خط الأقصى التحريري.
و لم يجد ولدي من بد من الهجرة إلى آمريكا،عانى خلال هذه الرحلة اتراجيدية،أنواع الخوف و الجوع و تضييق سلطات الدول المختلفة،التى ترفع شعار الاهتمام باللاجئين،لكنها على أرض الواقع لا تقدم كبير شيئ لهؤلاء الهاربين من جحيم التضييق فى فرص العمل و مجالات حرية التعبير.

ولدي الآن موجود فى آمريكا يرجو الحصول على عيش كريم و أوراق لجوء سياسي تمنحه فرص الحياة الطبيعية الإيجابية.

إن الدول و المجتمعات التى يفد إلبها هؤلاء الشباب المهاجر،بسبب الظروف المعيشية أو السياسية،ينبغى أن تعمل على التجاوب الإيجابي مع هؤلاء،عسى أن تتحسن فرص ولوجهم للحياة الكريمة.

و إن القول بأن هؤلاء لا يتأثرون بسبب المواقف السياسية لآباءهم و ذويهم،كلام خال من المنطق و قابلية الإقناع،لقد تأثر ولدي كثيرا من طبيعة عملي فى الصحافة،و كان رفقتي فى هذه التجربة الإعلامية،و لم يكن له من بد سوى الخروج من الوطن،طلبا لبدائل الأخرى،عن دفع ثمن التجريم بالقرابة.

ففى مستهل تلك الفترة حوربنا و دخلت السجن على إثر نشر مقال صحفي فى جريدة الأقصى،لكن انعكاسات ذلك النضال الإعلامي و السياسي،الرافض لتبييض الأموال و استغلال النفوذ لم يكن مقتصرا علي شخصيا،بقدر ما تضررت منه أسرتي،و على نطاق واسع،للأسف البالغ.

أكتب عن هذه المعاناة أيام العشرية،لكن تأثيرها و مخلفاتها مازالت سارية متواصلة.

فمحمد ولدي اليوم مهاجر فى آمريكا ،جراء هذه التجربة الإعلامية ،التى واجهتها الدولة بمستوى بعيد من التفهم و الاستيعاب،و قد واكبت منظمة مراسلون بلا حدود ذلك التضييق و نشرته فى بياناتها،كما ذكرت وزارة الخارجية الآمريكية بعض ذلك فى تقريرها السنوي لسنة 2009،إبان خروجي من السجن،يوم الأربعاء،8/5/2009.