
فى الاتجاه العام ستبقى حرية التعبير و حرية الصحافة مصونتان، بحكم المعطيات الدستورية و طبيعة هذا المكسب، الذى تداولت عليه السنون،و لا يتوقع التراجع عن هذا المعنى الجوهري فى المجتمعات و الدول الديمقراطية،و مهما تكن التحديات فى هذا الصدد فتعود الصحفيين و المتلقين على هذه الحرية الإعلامية سيجعل منها نتيجة ثابتة، إن لم تتعزز، فلن تتراجع ،بإذن الله.
و على كل المعنيين رسميا و قطاعيا العمل على التمسك بهذا المكسب الهام،و لا شك أن للحرية أعداء و لها سوء مستخدمين،ربما حتى من داخلها أحيانا،لكن الاتجاه العام الرسمي بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى و الحكومات المتعاقبة يعلن دائما الحرص على تكريس الحريات ،و لكن لكل تجربة إنسانية إيجابياتها و نواقصها،و الإعلام فى موريتانيا يحتاج للرعاية حتى لا يتآمر عليه أي متآمر أو يسيئ استغلاله دعي انتماء لحقله المفتوح، بصورة فوضوية أحيانا.
و لا شك أن وجود الدكتور،الحسين ولد مدو على رأس هذا القطاع سيزيد مكاسبه و يقلل مخاطره،بإذن الله،لأنه عارف به و قد عمل فيه ميدانيا و تولى قيادة نقابته، و اليوم يقود وزارته،فمن المشروع جدا أن نعقد الأمل الكبير على هذا الزميل،و من حقه علينا أن نساعده و نتعاون معه لتحسين مختلف أوجه مهنتنا الغالية الصعبة.
و يمكن القول إننا نأمل فى التقعيد لحرية الصحافة و حتى بالنسبة للموظفين من الإعلاميين لدى القطاع العمومي،للدمج بين بعض المحاذير و إمكانية ممارسة النقد الإيجابي،ليتم ذلك بعد عقد منتديات إعلامية،تحل جملة تحديات مستجدة،و من المعروف أن الدولة بحاجة للاستعانة ببعض الزملاء و لهم بعض الآراء و للدولة بعض المحاذير،و هذا إشكال يمكن حله عبر النقاش و التمحيص،حتى لا تتكرر الإقالات و لا تستمر بعض أوجه النقد اللاذع،و كان بين ذلك فواما.
و نحن موقنون بأن صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى و سيادة الوزير الأول،مخطار ولد انجاي و الوزير الوصي على القطاع،الدكتور،الحسين ولد مدو حريصون على مد الجسور مع الإعلام و الإعلاميين،و ستظل حرية الصحافة مصانة مع تفهم ما لا يتعارض معها،خصوصا أن النظام الموريتاني يجدد كل يوم تقريبا حرصه على مكافحة الفساد،و تلك علاقة ثلاثية ما بين التنمية و مكافحة الفساد و الإعلام،فلا تنمية دون محاربة الفساد،و لا تنمية و لا مكافحة للفساد من دون إعلام حر يكشف المفسدين و يطرح بمهنية و جرأة ملفات الفساد.
فحتى يوم أمس أعلن وزير المالية عن إنشاء سلطة محاربة الفساد،فهذا هدف مهم و جوهري فى نظر الحكومة الراهنة،بقيادة الوزير الأول،مخطار ولد انجاي،فهل تمكن محاربة الفساد دون إعلام يسند ظهر محاربى الفساد؟!.
و ستبقى السياسة الإيجابية المنفتحة لدى الوزير الحسين ولد مدو المكرسة لمد الجسور مع مختلف الطيف الإعلامي مصدر قوة و أمل فى العلاقة مع الحقل الإعلامي.