وثيقة مسربة تتهم المغرب بالتخطيط لاغتيال شخصيات جزائرية

ثلاثاء, 2015/09/01 - 12:35

وثيقة خطيرة نشرتها صحيفة “الشروق” الجزائرية”، تفيد بأنّ المخابرات المغربية تخطط لاغتيال شخصيات جزائرية، لكن برغم ما تحويه هذه الوثيقة المسرّبة، بحسب الصحيفة من المخابرات المغربية، يبقى السؤال لماذا هذا التصعيد في وقت حملت فيه رسالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، منذ أيام، إلى الملك محمد السادس، بشائر إيجابية، وبصيص أمل لحلحلة الأزمة المتواصلة بين البلدين الشقيقين منذ 1994 على الأقل؟.

 

الوثيقة

“الشروق” كشفت محتوى الوثيقة السرية التي تحصلت عليها، وتثبت “تخطيط المخزن المغربي لتنفيذ عمليات إرهابية على التراب الجزائري، وذلك من خلال الاستعانة بعملاء من ليبيا، جنّدتهم المخابرات المغربية لتوريد السلاح نحو قيادات “عملاء للمخزن” في بعض المناطق الجزائرية التي تشهد شحنًا طال أمده بشكل غير مفهوم“.

ولا يستبعد مراقبون أمنيون بحسب “الشروق” أن تكون هذه المخططات على صلة أيضًا بتنامي وتغذية الأحداث التي عرفتها منطقة غرداية في الآونة الأخيرة، إذ أنّ مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، وكذا وزير الخارجية رمضان لعمامرة سبق لهما أن تحدّثا عن تورّط دولة شقيقة في ما يجري من عنف بواد ميزاب.

وكشفت الوثيقة التي سرّبتها “الشروق” الجزائرية، والتي تعود إلى المخابرات المغربية (DST) بتاريخ 17 يونيو 2015، عن “مخطط أمني استخباراتي لاستهداف الجزائر بعمليات تخريبية، واستهداف ثكنات عسكرية وتدمير منشآت حساسة“.

والوثيقة، تحت رقم 7365، ذات المرجع 7534/15 ، تمثل إرسالية موجهة إلى مستشار الملك في الشؤون الأمنية، وموضوعها كما ورد في النصّ هو: “ردّا على الإرسالية / 350 م.م/15.07.10.”.

وتوضح الوثيقة “أربع خطط لتنفيذ مهمة التوتر العام بالاتفاق مع ضباط المديرية العامة للدراسات وحفظ المستندات الذي عقد بتاريخ 2-7-2015 بمقر هذه المديرية العامة“، قبل أن تضيف ما هو أخطر “نخطر معاليكم أنه تمّ التنسيق مع عملائنا من ضباط الجيش الليبي بمدينة الصخيرات بتاريخ 8-3 – 2015، بحضور السيد صالح المخزوم والسيد عبد المجيد غيث النصر، حيث تم الاتفاق على تزويد عملائنا في الجزائر بالأسلحة المشار إليها في الصفقة المرفقة أسفله“.

وتشير إلى “تنفيذ عمليات تخريبية على التراب الجزائري/ استهداف ثكنات عسكرية / تدمير منشآت حساسة/، وتزويد العملاء /ق. ب.م.إس” بقائمة تتضمن أسماء شخصيات سياسية وعسكرية جزائرية من أجل التنفيذ“، وهي تحمل “ختم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ووقعها المسؤول عن قسم التبليغ، المراقب الذي يحمل الشفرة DGSN/DGST n.670/81 . ومكتوب على يمينها (D.G.ST خاص بالإرساليات الداخلية المكتب 7)“.

وتشير “الشروق” إلى “تنفيذ هجومات إرهابية واستهداف ثكنات عسكرية، وتدمير منشآت حساسة داخل التراب الجزائري، عن طريق التنسيق مع أطراف أجنبية لإدخال الأسلحة للجماعات الإرهابية التي تترنّح تحت ضربات الجيش الوطني الشعبي“.

مع ضباط الجيش الليبي

وقالت الشروق إنّ “الاجتماع مع ضباط الجيش الليبي الذين وصفتهم المخابرات المغربية بالعملاء جاء في مدينة الصخيرات، جنوبي العاصمة المغربية الرباط، والتي شهد منتجعها السياحي جولات للحوار الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الفرقاء الليبيين“.

وتضيف ذات الصحيفة أنه “بالنسبة لمن سمّتهم الوثيقة بعملاء الجزائر، والذين يحملون شفرات خاصة، فيعتقد مختصون في الشؤون الأمنية، أن الأمر يتعلق بقياديين في “القاعدة” أو مسلحين غير منضوين تحت أي لواء“.

وكانت “الشروق” في عددها الصادر بتاريخ 08/02/2015،  سرّبت وثيقة تتحدث عن لقاء سري جمع خمسة ضباط من المخابرات المغربية مع قياديين في التنظيم الإرهابي بموريتانيا، والذين يحملون شفرات سرية، حيث كانت الشفرة السرية لأمير التنظيم المدعو عبد المالك درودكال هي 745/ق.م.إس، بينما حملت شفرة القيادي المدعو نبيل مخلوفي الرمز 798/ق.م.إس، ورفيقهما الثالث المدعو جمال عكاشة 711/ق.م.إس.

وفي العشرين من أغسطس الجاري، وبمناسبة اليوم الوطني للمجاهد، الذي يحتفل به في الجزائر، وجّه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رسالة إلى المغرب مشددًا على أنّ هذا اليوم “يرمز كذلك لتضامن شعبنا الأبيّ مع أشقائه في المملكة المغربية“، مؤكدًا “الحرص على تعزيز علاقات الأخوة، والتضامن القائم بين الشعبين الشقيقين“.

وتوجّه الرئيس الجزائري إلى الملك المغربي بالقول: “إنّ هذه المناسبة الخالدة، التي تعتبر محطة بارزة في تاريخ بلدكم الشقيق، وخطوة حاسمة في مسيرة تحرره واستقلاله، تدعونا لاستحضار معاني النضال والصمود، التي طالما تميز بها الشعب المغربي الشقيق، كما تدعونا لنتذكر كفاح شعبينا في سبيل استرجاع السيادة، والكرامة الوطنية“، مشددًا على تمسّك الجزائر بـ”مشروع بناء الصرح المغاربي في كنف القيم السامية، التي جمعت الدول المغاربية إبّان مكافحتها للاستعمار الفرنسي“.

وبالتالي، ما جدوى تسريب “الشروق” الجزائرية لوثيقة حول “مخطط اغتيال شخصيات جزائرية“، في هذا التوقيت بالذات، وماذا تخفي وراءها من حقائق، في فترة تعيش فيها كامل المنطقة على رمال متحركة؟.