تمنى لو تم ترحيلهم بدلا من تقديمهم للمحاكمة

ثلاثاء, 2014/07/08 - 12:08

محللون: تصريحات السيسي حول صحافيي «الجزيرة» المعتقلين توجيه للقضاء المصري بإطلاقهم

القاهرة ـ أ ف ب: تعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن صحافيي قناة الجزيرة الذين صدرت عليهم احكام بالسجن، بمثابة توجيه للقضاء باطلاقهم بعد ان اثارت احكامه القاسية غضبا واستياء دوليا، بحسب ما يرى محللون.وصدرت احكام بالسجن ما بين 7 و10 سنوات على ثلاثة من صحافيي الجزيرة بينهم الاسترالي بيتر غريست.واعتبر السيسي ان هذا الحكم «كانت له اثار سلبية جدا ولا دخل لنا فيه»، وذلك في لقاء له مع رؤساء تحرير صحف محلية وممثلي قنوات فضائية بحسب صحيفة «المصري اليوم» المستقلة.وصدرت احكام السجن بحق الصحافيين الثلاثة بعد اتهامهم بالاساءة الى سمعة مصر والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين التي تم حظرها والتي ابعدها السيسي عن السلطة العام الماضي عندما كان وزيرا للدفاع.وتتهم القاهرة قناة الجزيرة القطرية بدعم جماعة الاخوان.وتعكس تعليقات السيسي انزعاجا متناميا في دوائر السلطة المصرية من الضغط العالمي بعد عدة احكام قضائية، بما فيها احكام اعدام جماعية صدرت بحق معارضين اسلاميين وكانت صادمة للمجتمع الدولي، بحسب محللين ومسؤولين.وقال دبلوماسي غربي في القاهرة ان «تعليقات السيسي هي اشارة ايجابية واضحة على انه يتفهم الاساءة لسمعة مصر التي تسببت فيها» الاحكام ضد صحافيي الجزيرة.واضاف انه يأمل ان تكون تصريحات السيسي «رسالة واضحة الى القضاء مفادها ان اجراءات الطعن (على الاحكام) يجب ان تتم بسرعة، وان تؤدي الى اطلاق سراح الصحافيين». وعادة ما تأخذ اجراءات الطعن امام محكمة النقض وقتا طويلا بسبب العدد الكبير للقضايا المعروضة عليها، لكن القانون المصري يتيح لهذه المحكمة ان تسرع البت في بعض القضايا اذا ارتأت ضرورة لذلك.وقالت الرئاسة المصرية ان السيسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو الماضي لا يمكنه منح عفو للصحافيين الا بعد ضدور حكم نهائي من محكمة النقض.وبعد اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي العام الماضي، شنت السلطات حملة قمع ضد الاسلاميين الذين قتل 1400 منهم على الاقل واعتقل الاف اخرون فضلا عن احكام بإعدام المئات.وتصر الحكومة على انها لا تتدخل في شؤون القضاء، وانه لابد من احترام احكامه، غير ان مسؤولين يقولون في احاديثهم الخاصة انهم منزعجون من بعض الاحكام القاسية والغريبة.وفي قضية صحافيي الجزيرة، قدمت النيابة كأدلة على الاتهامات ما وجدته في اجهزة الكمبيوتر الخاصة بالصحافيين ومن بينها صورة لأسرة بيتر غريست واخرى لحصان في اسطبل للخيل.وصدرت الاحكام على صحافيي الجزيرة غداة زيارة قام بها لمصر وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي يعتبر افضل صديق للقاهرة في واشنطن وهي زيارة بدت وكأنها اشارة دعم للسيسي.وجاء توقيت صدور الاحكام على صحافيي الجزيرة، في اليوم التالي للزيارة، محرجا للغاية للوزير الامريكي.ووصف كيري الذي اعلن خلال زيارته للقاهرة استئناف المساعدات الامريكية لمصر وانهاء تجميدها، الاحكام على الصحافيين الثلاثة بانها «مخيفة وقاسية».وقال اسندر العمراني مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية «هناك درجة من درجات الانزعاج في الادارة المصرية من الاحكام الصادرة خلال الاسابيع الاخيرة».واضاف ان هذه الاحكام ومن بينها الحكم على صحافيي الجزيرة «كانت لها تداعيات دبلوماسية وتسببت في حرج» لمصر في علاقتها مع الولايات المتحد، حتى الذين ايدوا اطاحة السيسي لحكم جماعة الاخوان ابدوا انزعاجهم من هذه الاحكام.