موسم السياحة فرصة لتفعيل المشاركة المجتمعية في ولاية آدرار

سبت, 2017/12/23 - 12:12

تعتبر السياحة ثروة لا تنضب و صناعة واعدة في بناء اقتصاديات الدول  حيث توفر الكثير من فرص العمل  فقد وفرت 90 مليون وظيفة حول العالم  عام 2010 كما تعتبر مصدرا للدخل القومي و مصدرا من مصادر العملة الصعبة كما تساهم في نشر ثقافات الشعوب و تقاليدهم في إطار التبادل الثقافي واليوم تعول الكثير من دول العالم على السياحة كدعامة اقتصادية هامة جدا ، كما يزداد عدد السياح سنويا ففي 2015 وصل السياح ل 1،2 مليار سائح حسب المنظمة العالمية للسياحة.

 

 وفي موريتانيا تعد ولاية آدرار من أهم الولايات السياحية التي تتوفر على كافة عوامل الجذب للسياحة الصحراوية فمن حيث:

 

- العوامل الطبيعية :

  فإن في الولاية أجمل الوديان كواد سكليل و ترجيت و غيرهما و السلاسل الجبلية ذات المنظر المهيب و واحات النخيل التي تمتد على مساحة قدرها 1876 هكتارا  تتوزع فيها 53 واحة كذلك الصحاري و الرمال الشاسعة و معلم كلب الريشات الذي حير العلماء

 

- و من حيث المدن الأثرية القديمة التي تمثل حضارة لا تزال أطلالها شاهدة على تاريخ هام من العلم و الفن و الجمال في كل من مدينتي شنقيط و وادان المصنفتين تراثا إنسانيا من طرف اليونسكو

 

 - و من حيث البنى التحية المجهزة للسياح من فنادق و أنزال و مطاعم و وسائل نقل و مرشدين سياحيين

 

- كذلك وعي الساكنة بأهمية السياحة الذي يتجسد في إهتمامهم المبكر في منتصف الثمانينات بالسياحة و السياح و الثقافة الشعبية و الطبيعة الاجتماعية المنفتحة لسكان الولاية.

 

 و من أجل  تحقيق التنمية المحلية في ولاية آدرار من خلال تطوير السياحة حيث السياحة أهم مساهم في التنمية،فإن الخطوة الأساسية الآن و نحن في بداية الموسم السياحي 2017/2018 -الذي يبدأ بعد أيام قليلة من هذا الشهر ديسمبر و حتى مارس من العام المقبل، و تبدأ عودة الرحلات من فرنسا إلى أطار في 24/12/2017 - هي  تفعيل المشاركة المجتمعية و التنسيق الجاد بين مختلف الفاعلين المحليين في المجال مع الجهات الحكومية المختصة هذه المشاركة سواء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي المنظم تهدف إلى:

1- مناقشة كل المواضيع التي تهم السكان فيما يتعلق بالسياحة و سبل تطويرها

 2- المشاركة في الاجتماعات بشكل منظم و معتمد من أجل الاستفادة من الخبرات المحلية و توظيفها في خدمة التنمية المحلية لقطاع السياحة

  3- التغلب على تراجع السياحة منذ سنوات و الذي من أبرز أسبابه عدم التنسيق بين الفاعلين المحليين و الجهات الرسمية

4- خلق إرادة سياسية و قرارات هامة لصناعة السياحة في الولاية

 

و مع أن هذه الأهداف ستجد أرضيتها المناسبة عندما  يتم تفعيل نظام المجالس المحلية المرتقب، هذا الأسلوب الإداري هو الذي يعطي دورا فاعلا لمشاركة السكان المحليين في تنمية منطقتهم في المجالات المختلفة، و يخلق الميكانيزمات الضرورية الكفيلة بتفعيل المشاركة المجتمعية، كما أن هذا الأسلوب يتيح الوقوف على الحاجات الفعلية و ترتيب الأولويات و تلبيتها حسب وجهة نظر أبناء المجتمع المحلي لتحقيق الفائدة القصوى في أقصر وقت ممكن . -و هذا ليس دعاية سياسية بل منطق الدراسات العلمية في مجال علم اجتماع التنمية- إلا نه الآن على ممثلية المكتب الوطني للسياحة في الولاية التنسيق مع مختلف الفاعلين السياحيين كما تخول لها صلاحياتها خاصة مع الاتحادية الوطنية للسياحة،  و العمل الجاد لاغتنام فرصة الموسم.           

 

فاطمة محمد فاضل اعبيد الرحمن ـ باحثة في مجال التنمية المحلية