لندن ـ «القدس العربي» من : استبقت اسرائيل انطلاق الحراك السياسي في العاصمة المصرية، بغرض وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة التي راح ضحيتها في اليومين الاخيرين حوالى 150 شهيدا، ليصل العدد الاجمالي الى ما يفوق 1750 شهيدا ، بقرار من المجلس الوزاري الامني المصغر، يقضي بالانسحاب الاحادي تدريجيا من قطاع غزة، واصرار على رفض المشاركة في مفاوضات القاهرة.ولكن ربما تثمر الضغوط الامريكية والمصرية على ثني حكومة بنيامين نتنياهو عن قرارها هذا.من جانبه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان له المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، وباقي دول العالم، إلى التدخل الفوري لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والتجاوب مع المبادرة المصرية، محملا اسرائيل بموقفها الرافض هذه المسؤولية عن التداعيات الخطيرة التي تترتب على استمرار حربها على الشعب الفلسطيني.وذكر عباس انه: «وخلال الأيام الـ27 الماضية كانت إسرائيل تقتل وتجرح 17 فلسطينيا كل ساعة، وكانت تقتل طفلا فلسطينيا كل ثلاث ساعات منذ بدء العدوان».وفي القاهرة توصل وفد «الجميع الفلسطيني» أمس الى ورقة اجماع تتضمن عشر مطالب لا بد من الأخذ بها في اتفاق لوقف العدوان على غزة ويفترض ان يكون قد بحثها مع الجانب المصري مساء أمس. من اهم نقاط هذه الورقة وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الفوري من القطاع، وانهاء الحصار وفتح المعابر، وحرية العمل والصيد في المياه الاقليــمية الى حدود 12 ميلا بحريا وانهاء المنطقة العازلة واعادة الاعمار وتأمين المساعدات العاجلة عبر حكومة الوفاق.وتوعدت اسرائيل امس بإغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، والقت طائرات إسرائيلية مناشير على قطاع غزة تضمنت تهديدا بملاحقتهم. وتناقضت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بشأن ما سمي بالانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من غزة،. فبينما قال رئيس الوزراء عقب اجتماع المجلس الوزاري الامني المصغر ان الجيش سينهي مهامه أمس، وان ما قام به من انسحابات جزئية هي اعادة تموضع، اكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعــي، ان العملية العسكرية البرية في قطـــاع غزة «لم تنته»، مشيرا إلى أن الـ48 ساعة المقبلة «ستكون حاسمة». وقال درعي في تصريحات لوكالة الأناضول التركية «لم يصدر حتى الساعة أي قرار من مجلس الوزراء المصغر حول إنهاء العملية البرية».يأتي ذلك وسط ارتفاع الاصوات في اسرائيل المطالبة بالتحقيق في نتائج العدوان على غزة. وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فإن رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست الإسرائيلي زئيف الكين هو من يطالب بالتحقيق. وقال ان لجنته ستحقق في التساؤلات الصعبة المتعلقة بعملية غزة. واضاف الكين الذي كان يتحدث للاذاعة الاسرائيلية، ان من صلب عمل اللجنة هو التحقيق مع كل شخص كان موجودا هناك، وليس مسألة الانفاق الا عنصرا من عناصر التحقيق ولست متأكدا ان كانت العنصر الاساسي في التحقيق.(تفاصيل ص 6و7 وراي القدس ص23)

علي الصالح ووديع عواودة