تفاقم الخلافات بين “فتح” و”حماس″ تهدد باجهاض انتصار غزة.. ونتنياهو يوظفها للتملص من رفع الحصار.. وعباس يهدد ولكن هل ينفذ؟

اثنين, 2014/09/01 - 17:32

المنطق يقول انه عندما يتم احراز “انتصار ما” فان هذا الانتصار من المفترض ان يعزز تلاحم القوى التي اشتركت في تحقيقه بصورة مباشرة او غير مباشرة، والتأسيس على ارضيته لمرحلة جديدة من الوفاق والعمل المشترك، ولكن هذا المنطق، وللأسف الشديد، لا ينطبق على الطرفين الابرز في الحركة الوطنية الفلسطينية اي حركتي “فتح” و”حماس″.اعتقدنا بعد توقيع اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني، وانضواء الطرفين تحت مظلة وفد موحد في مفاوضات القاهرة للتوصل الى وقف للعدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار بالتالي، اعتقدنا ان التوافق سيكون اقوى، والتنسيق بين الجانبين سيمتد الى مختلف الجوانب السياسية والامنية، ولكن كم كنا مخطئين في هذا الاعتقاد بعد ان تبين لنا ان ما يقال في العلن غير ما جري في السر وخلف قضبان سجون الجانبين.الخطأ الاول يتمثل في اكتشافنا، وغيرنا، المتأخر بأن واجهة الوحدة الوطنية التي رفعها الوفد المفاوض في القاهرة لاكثر من عشرين يوما، كانت مخادعة ولا تعكس الواقع، فالوفد الفلسطيني لم يكن موحدا بالصورة التي اعتقدناها، وصفقنا لها، فالخلافات بين السيد عزام الاحمد رئيس الوفد والسيد موسى ابو مرزوق ممثل حركة “حماس″ تطورت الى تبادل للاتهامات والشتائم والصراخ، وكادت ان تتطور الى تبادل اللكمات لولا تدخل السيدين زياد النخالة نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي، وخالد البطش عضو مكتبها السياسي للفصل بين الجانبين، وقد نجحا في هذه المهمة الصعبة، مثلما ابلغنا مصدر موثوق، بسبب البناء الجسماني والعضلي القوي للسيد البطش.المواقع الاعلامية الموالية لحركة “فتح” نشرت بيانا للجنة المركزية للحركة، ادان بأقسى العبارات اقدام امن حركة حماس في قطاع غزة باطلاق النار على ارجل واجساد العشرات من كوادرها في غزة، بينما اكدت مواقع “حمساوية” ان امن السلطة في رام الله ونابلس والخليل اعتدى بالضرب على اعضائها وكسر ارجل وايادي البعض واعتقل العشرات منهم، وكان لافتا ان حركة “حماس″ تحلت بضبط النفس، في بيان رسمي اصدرته، وقالت فيه انها “ليست معنية بالانخراط في اي سجالات مع اي طرف”، واعربت عن اسفها للتصريحات التوترية الصادرة عن حركة “فتح” ولجنتها المركزية”.الامر المؤسف ان هذه الخلافات طفت على السطح في وقت يتملص فيه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي من التزاماته بتنفيذ اتفاق القاهرة والشق المتعلق منها برفع الحصار عن القطاع خاصة، ويهدد بشن عدوان آخر اذا تم اطلاق اي صاروخ من قطاع غزة.اسرائيل منيت بهزيمة كبيرة من جراء عدوانها الذي استمر خمسين يوما على القطاع، وعندما يؤكد نتنياهو في حديث مع القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي انه لم يرغب ان يتعمق الجيش في قطاع غزة خوفا من القتل او الاسر، فان هذا اعترافا بهذه الهزيمة ومدى قوة وصمود حركات المقاومة، ولكن هناك من يريد تحويل هزيمة نتنياهو هذه الى انتصار من خلال تصعيد الخلافات واظهار الانقسامات بين اطراف الجبهة الواحدة.اللوم كل اللوم يقع على الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس حركة “فتح” و”كبير” العائلة الفلسطينية، فمن المفترض ان يقوم بتجسيد هذه الخلافات وتطويقها، ولكنه لم يفعل، لانه يريد التصرف باستقلالية عن حركة “حماس″، والتنصل من ثقافة المقاومة، والعودة الى العملية السياسية ونهج المفاوضات القائم على حل الدولتين الذي مات وشبع موتا.الرئيس عباس وبعد رفض جون كيري دعوته لزيارة رام الله لتقديم مبادرته السلمية الجديدة التي تنص على الذهاب الى مجلس الامن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحدودها على المناطق المحتلة عام 1967، ارسل وفدا من السيد صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات واللواء ماجد فرج رئيس قوات الامن الى واشنطن لشرح هذه المبادرة، او بالاحرى تسويقها لدى المسؤولين الامريكان.الرئيس عباس قال سنسأل الامريكان والاسرائيليين هل هناك حل او لا يوجد حل؟ و”سننتظر يوما او اسبوعا او شهرا فان وافقوا فنحن سنحدد حدودنا وان رفضوا (وهذا المتوقع) فان عندي ما اقول وعندي ما افعل”.ماذا سيقول الرئيس عباس.. وماذا سيفعل؟ الجواب انه سيفعل مثلما فعل في كل المرات السابقة اي الدوران في الدائرة المفرغة نفسها مع الاستمرار في عملية سياسية تصب في مصلحة الاستيطان ومشاريعه واستكمال تهويد القدس المحتلة والحرم القدسي الشريف.“راي اليوم”