كانت آمنة بنت بلاله من أكثر الناس عناية بالصدقة فى عهدها،و هي للتذكير والدة الراحل رحمه الله،عبد الله ولد محمد السالك ولد نويكظ.
و قد سمعت سكان حينا الأوائل (كرن القصبة) يتحدثون عن مواظبة آمنة رحمها الله على الصدقة و تتعمد سريتها و كتمانها،لكن شدة حاجة البعض و صعوبة ظروفه،كانت تدعوه للحديث تلقائيا عن ذلك الإحسان.
و ذات مرة جاءها ولدها عبد الله رجل الاعمال المذكور،و أودعها مبلغا أعده لسفر تجاري،حسب ما قال لها،و لما حان موعد سفره مذكرا إياها بالمبلغ الذى أعده للسفر،و كان مبلغا معتبرا،قالت له لقد تصدقت به كله،ألم تقل لي بأنك ستسافر؟.
و فعلا لم يغير ذلك من عزيمته على السفر،و اتجه للمغرب لاقتناء كمياته التجارية،و يبدو أنه صارخ الموردين بوضعيته المالية،غير أنهم مكنوه من كل ما يطلب قرضا،و لم تزده صدقة الوالدة إلا نجاحا و مصداقية عند كبار التجار ،أولائك الذين يستورد من عندهم البضائع.
رحم الله المتصدقة الذائعة الصيت ،آمنة و ابنها عبد الله،و رحم جميع موتانا و سائر موتى المسلمين.
ما نقص مال من صدقة.