باحث إسرائيليّ: عناصر “الدولة الاسلامية” سيعودون إلى دولهم الأصل وسيسعَوْن لتطبيق تجربتهم القتاليّة التي اكتسبوها من القتال بسوريّة والعراق على الدول الغربيّة

ثلاثاء, 2014/09/23 - 14:34

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:تساءل الباحث الإسرائيليّ، يورام شفايتسر، وهو مختّص بشؤون الجماعات الإسلاميّة المُتشدّدّة، في دراسة نشرها على موقع مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب هل داعش هو حقًا قوّة إسلاميّة جهاديّة صاعدة مرشحة للسيطرة على مدن شرق أوسطية أو أنّ الحديث يدور عن تنظيم محدود الذي تتعدى طموحاته قدراته؟وتابع قائلاً إنّه من المُفضّل للائتلاف الدولي الواسع، الذي استُغيث به للتحرك ضدّ إرهاب القاعدة وشركائها وجاء متأخرًا كثيرًا أنْ يستيقظ في الوقت المناسب وأنْ يعود للعمل كي يقمع ظاهرة داعش وهو ما يزال في مهده، قبل أنْ يضطر لفعل ذلك تحت تهديد الإرهاب في قلب مدنه، على حدّ قوله. ولفت إلى أنّه في الأشهر الأخيرة نجح داعش في أنْ يُشكّل تهديدًا بارزًا على الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، وحظيت تهديداته باحتلال دول أخرى في الشرق الأوسط بصدى واسع ومنحته منبرًا إعلاميًّا لقوة عظمى تتكوّن. بهذا، جعل داعش نفسه بديلاً عمليًّا للقاعدة، كجهة جهاديّة تنشر الإرهاب وتهدد السلام العالميّ.‎وأردف قائلاً إنّه بدون الاستهتار بإنجازات داعش، يبدو أنّ سرّ قوة التنظيم الأساسية تكمن أولا وأخيرًا في ضعف خصومه، مشيرًا إلى أنّه حتى الآن، حظي تنظيم داعش بإنجازات إقليميّة في العراق فقط ومناطق سورية محدودة، والسبب في ذلك كونهما دولتين فاشلتين، يعاني النظام الحاكم فيهما من فقدان شرعيته لدى مواطنيه وعدم السيطرة الفعلية  على أجزاء واسعة من المقاطعات في تلك البلاد. الجيش العراقي فاشل، وليست لديه روح القتال، بينما الجيش في سوريّة منشغل بالأساس بالإبقاء على النظام في المدن الرئيسية في الدولة.وتابع: يبدو أنّ سبب المعارضة القليلة لطريقة داعش في المناطق التي احتلها، هو الإجبار وسياسة الإرهاب التي عمل بها ضدّ السكان المحتلين، لكن على الأمد الطويل من المتوقّع أن تثير هذه الأعمال مناطق واسعة ضدّه. وفي حالة محاولة التنظيم توسيع احتلاله لمناطق عراقية فيها فئة شيعية مقيمة هناك، بدءً من مدينة بغداد ومرورًا بالمدن الشيعيّة المقدّسة مثل النجف وكربلاء، من المتوقّع أنْ يُجابه فئة مقاتلة تحميها قوة عسكريّة إيرانيّة، وكذلك تدخل أعمق من دول غربيّة، كما حدث حين هدد التنظيم بالدخول إلى قلب المنطقة الكردية في العراق.وقال شفايتسر أيضًا إنّه عمليًّا، الخطر الأساسيّ المتوقع من داعش لا يتعلق بسلامة دول المنطقة، وإنمّا بقدرته على ضخّ الأموال ووسائل القتال المتطورة للتنظيمات الإرهابيّة الناشطة في الشرق الأوسط وبالأساس تحويل المقاطعات التي يسيطر عليها، والتي توصل بين غرب العراق وشمال وشرق سوريّة، إلى أرض حصينة.وبرأيه، يبدو أنّ هناك للمخاوف التي أبداها مؤخرًا رؤساء بريطانيا، الولايات المتحدة وفرنسا من تصدير الإرهاب من منطقة الشرق الأوسط إلى دولهم، أساسًا صلبًا. يمكن التخمين أنّ صعود تنظيم داعش في العراق وسوريّة سوف يُقمع، كما يتوقع، على يد قوات أكثر قوة وتنظيمًا منه، ويُتوقع لظاهرة الجهاد العالميّ التي يمثلها بالأساس حتى الآن تنظيم القاعدة وشركاؤه والآن داعش وشركاؤها، أنْ تحظى بالتأييد من جانب جيلٍ جديدٍ من مناصري الجهاد، لافتًا إلى أنّ هؤلاء يعتزمون  تجديد منظومة الإرهاب الدوليّة التي كُبحت منذ الهجوم على الولايات المتحدّة في الـ11 من أيلول (سبتمبر) من العام 2011.وعبّر الباحث الإسرائيليّ عن خشيته من أنّه لا يمكن الوقوف في وجه عودة آلاف الشباب من دول الغرب، الذين يساهمون في القتال بسوريّة والعراق، إلى دولهم الأصل وينشروا بها تنظيرهم الجهادي السلفي العسكري، الذي تشرّبوه خلال قتالهم، مؤكّدًا على أنّهم سيسعَوْن إلى تطبيق تجربتهم القتالية التي اكتسبوها من العمليات الإرهابية على الدول الغربيّة، سواء أكانوا جزءً من تنظيم داعش أو القاعدة أو بإقامة شبكات إرهابية مستقلة أو حتى أفرادا معدودين، وخلُص إلى القول إنّه يتحتّم القضاء على داعش في سوريّة والعراق، كي لا يعودوا المقاتلين إلى الدول الغربيّة، ويُباشرون بتنفيذ عمليات إرهابيّة خطيرة جدًا، على حدّ وصفه.